Madares-Ela7d
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مدارس الاحد هو منتدي خدمي يقدم مساعدة لاتمام الخدمات داخل الكنيسة و بلاخص للتربية الكنسية و كافة انشطتها من مسرح - كورال - وسائل ايضاح - افكار تفيد الخدمة - طقس و عقيدة بشكل مبسط- لاهوتيات - و الكثير من الانشطة الاخرى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأساس الفكري والفلسفي للرمز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 235
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الأساس الفكري والفلسفي للرمز Empty
مُساهمةموضوع: الأساس الفكري والفلسفي للرمز   الأساس الفكري والفلسفي للرمز Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 5:39 am



الأساس الفكري والفلسفي للرمز


يلعب الرمز دوراً كبيراً في اتجاهات عديدة داخل نطاق التجربة الإنسانية بشكل عام والتجربة الفنية بشكل خاص ، وكلاهما لا ينفصل عن الآخر ضمن العملية المعرفية لدى الإنسان . فالرمز يعمل على إثارة المعاني في ذهن المتلقِي مما يثري ويزيد من خصوبة العمل المتلقَى ، كما أنه يختص – أكثر من غيره من الوسائل التكنيكية – بالتعبير عن المكبوتات داخل النفس البشرية والتعبير عن الأجواء المبهمة التي تتسرب إلى أعماق الذات الإنسانية إذ أنه يمتاز بالقدرة على إعطاء دلالتين ، أولهما تنتمي إلى عالم الحواس وثانيهما تنتمي إلى عالم الروح . هذا إلى جانب العديد من الخصائص الفكرية والتكنيكية التي يتميز بها الرمز . والتي تكفل له الفاعلية الفنية والفكرية داخل أي عمل فني أو تجربة إبداعية .

وإذا كان الرمز بهذه الصورة ، إذن فلابد أنه يمتاز ببعض الخصائص التي تجعله قادراً على الفاعلية في العمل الفني . ولابد وأن تكون وراء هذه الفاعلية أسس فكرية ومقولات فلسفية ينطلق من خلالها الرمز مؤكداً الجانب الديناميكي الفعال فيه ونجد أن القرنين السابع عشر والثامن عشر قد شهدا ثلاثة مذاهب أو تيارات فكرية كانت هي السائدة آنذاك ، وكان لها الأثر الكبير في توليد فكرة الترميز واستخدامها كوسيلة للمعرفة . هذه الفلسفات هي ( الفلسفة التحليلية - الفلسفة العقلانية - الفلسفة النفعية ) وكانت جميعها تقوم على افتراض مؤداه أن هناك وجوداً موضوعياً للعالم الخارجي ، هذا الوجود يتم استقباله وتلقيه من قِبل العقلية البشرية على صورتين :
- إما أن يكون استقبالاً سلبياً – فتُؤخذ الأشياء الموضوعية على حالها أو كما هي – وهذا ما ذهب إليه " جون لوك 1632 - 1704 ".
- وإما أن يكون استقبالاً إيجابياً ، تكون فيه العقلية في حالة ديناميكية إيجابية ، فتقيم جدلاً مع هذه الأشياء الخارجية لتخرج منها بخيالاتها الخاصة . وهذا ما ذهب إليه " ديكارت 1596 – 1650 "
المهم في ذلك أن النتيجة الطبيعية لعملية التلقي هذه هي الاعتراف – سواء عند " لوك " أو " ديكارت " – بهذا الوجود خارج الإنسان ، وإمكانية معرفته بشكل موضوعي . ومن هنا أصبحت وسيلة المعرفة الموضوعية هي (المحاكاة الدقيقة) وأصبح الفن هو مرآةً لهذا العالم . وبالتالي فإن الرمز / الغموض / غير المباشرة ليس وارداً هنا إلا باعتباره ( حلية جمالية ) .
ثم يأتي " كانط 1724 - 1804 " في أواخر القرن الثامن عشر ليسجل اعتراضا على ما ذهب إليه كلا من " لوك " و " ديكارت " ويقول باستحالة ذلك الوجود الموضوعي التام للعالم الخارجي في حد ذاته ، إذ أن الظواهر الخارجية يُعاد تشكيلها فتكتسب معان جديدة بمجرد دخولها العقل البشري أو كما يسميه " كانط "( الوكيل الذي يشرف على الاختيار والتنسيق ) والذي توجد بداخله معطيات وأفكار مسبقة وقوالب ثابتة يتشكل من خلالها ذلك العالم الخارجي . لقد جاء " كانط " بآراء مختلفة تكاد تشكل – في حد ذاتها – نظرية مختلفة توضح الكيفية المعرفية وديناميكية الإدراك ، حيث توجد مجموعة من الأحاسيس والتي يقول عنها أنها عبارة عن وعي للدوافع أو الحافز ، سواء كان هذا الحافز حرارة على الجلد ، صوت في الأذن ، أو رائحة في الأنف ، أو غير ذلك من أشكال المؤثرات الخارجية . هذه المؤثرات تقوم بالتأثير على الحواس الإنسانية المختلفة فتشكل ما يسمى بالمدركات الحسية ، إذ أنها دخلت ضمن نطاق الوعي الإنساني وأصبح المرء يعي وجودها المؤثر عليه . ولكنها لم تزل وعياً غير عقلاني، ولم تتخذ شكل المدرك النهائي . ثم تأتي خطوة ثانية يتحول فيها الإدراك الحسي إلى أدراك عقلي ، وذلك بعد أن تمر هذه المدركات الحسية بغرفة العمليات المركزية أو ( الوكيل الذي يشرف على الاختيار والتنسيق ) كما يسميه " كانط " وهو العقل، حيث يكون لهذه المدركات الحسية صورة لتصبح مدركات عقلية ضمن المنظومة المعرفية والإدراكية للإنسان .
إذن فهناك فرق لدى " كانط " بين الوعي والمعرفة ، حيث يرى أن الشيء قبل مروره بهذه المراحل يكون بالنسبة للإنسان مجهولاً جهلاً تاماً ، ولا تكون فكرتنا عنه إلا أنه الشيء في حد ذاته وكما هو . وعن دور العقل ( الخاص ) عند " كانط " يقول " ول ديورانت " :
العقل الخالص في نظره " يقصد كانط " يعني المعرفة التي لا تأتي عن طريق الحواس . ولكنها معرفة مستقلة تماماً عن كل أنواع التجربة أو الحواس . معرفة خاصة بنا بحكم طبيعة العقل وتركيبه فقد أراد أن يرى هل في طبيعة العقل التي فُطر عليها ما يمكنه من الوصول إلى بعض المعرفة دون الاعتماد على ما تأتي به الحواس من العالم الخارجي .

والعقل السامي عند " كانط " يساوي المعرفة السامية ، والتي يرى أنها هي الأفكار الفطرية البديهية عن الأشياء والتي جُبل عليها العقل البشري . وهكذا نرى أن " كانط " لم يأت من فراغ ، وإنما جاء ليكمل الدائرة التي ابتدأها "جون لوك " و " ديفيد هيوم 1711 – 1776 " والتجريبيون من قبله .
لقد اتفق كانت مع هيوم والتجريبيين في القول أن كل معرفة إنما تبدأ من التجربة ، ولكنه أضاف ، على خلافهم ، ملاحظة هامة على هذا الرأي ، هي أن من الواجب التمييز بين ما ينتج المعرفة بالفعل ، والصورة التي تتخذها تلك المعرفة . وعلى ذلك ، فرغم أن المعرفة تنشأ عن طريق التجربة ، فإنها لا تستمد منها وحدها . ويمكننا التعبير عن هذه الفكرة على نحو مختلف بالقول أن التجربة الحسية شرط ضروري للمعرفة ، ولكنها ليست شرطاً كافياً لها . فالصورة التي تتخذها المعرفة ، ومبادئ التنظيم التي تحول المادة الخام للتجربة إلى معرفة ، هي ذاتها لا ُُتستمد ، في رأي كانت ، من المعرفة . "[2] "

وتتطور هذه الفلسفة – فلسفة " كانط " – حتى تصل إلى ما أسماه بـ ( الفلسفة المثالية ) والتي تقول بأنه لا وجود لعالم في صورة منفصلة عن الإنسان، وأن الحقيقة إنما هي نتاج النفس البشرية ، وأن الشيء ليس إلا فكرتنا عن الشيء أو الاسم الذي نعطيه له . وامتدت هذه الفلسفة حتى وصلت إلى " نيتشه " في قوله ( إنما العالم الخارجي امتداد اللاوعي للنفس البشرية الواعية ينتظر لحظة الوعي حتى يكتسب معناه )
وكان لهذه المفاهيم الفلسفية أثر كبير في مفهوم الصورة الفنية وعلاقتها بالواقع الخارجي ، مما يحدد في مضمونه علاقة المبدع بالواقع والمفردات المحيطة به . وانعكس ذلك عند الماركسيين فيما يُسمى بـ ( نظرية الانعكاس ) التي حل بها الماركسيون مشكلة الصورة الفنية ، فنظرية الانعكاس
هي النظرية المادية الجدلية في المعرفة والأساس الذي تقوم عليه هو أن المادة حقيقة موضوعية مستقلة عن شعورنا أو تفكيرنا أو حواسنا . يقول " لينيين " أن إحساسنا وشعورنا ليس سوى صورة للعالم الخارجي . ومن الواضح أن الصورة لا يمكن أن توجد بدون الشيء المصور وأن هذا الأخير يوجد مستقلاً عن متلقي الصورة . "[3] "

ولقد أوضح أصحاب هذه النظرية مراحل العملية المعرفية والإدراكية في ضوء نظرية الانعكاس وعلاقة ذلك بالأشكال الأولية للواقع والمفردات المحيطة بالمبدع حيث رأوا أن :
عملية عكس الواقع الخارجي هي عملية جدلية فعالة فالإنسان يتقدم من الأشكال الأولية لعكس الواقع أي من الاحساسات والمدركات الحسية – إلى صياغة المفاهيم والقوانين والمقولات – العملية ، عن طريق معالجة هذه المعطيات الحسية . والمعرفة هي العملية اللانهائية للاقتراب من الحقيقة المطلقة . وطبيعة الفكر الإنساني قادر على أن يقدم لنا – وهو ما يمنحنا بالفعل الحقيقة المطلقة التي تتكون من جماع الحقائق النسبية . وكل مرحلة جديدة في تطور العلم تضيف مقداراً جديداً إلى هذا الحاصل الكلي للحقيقة المطلقة ، ولكن حدود الصدق في كل بناء علمي هي حدود نسبية تتسع أو تضيق بقدر نمو المعرفة .. "[4] "

معنى ذلك أن العملية الإبداعية في علاقتها بالواقع الخارجي ليست نقلاً تاماً لصورة هذا الواقع وإنما هي انعكاس ما يعبر في الواقع عن التجربة الشعورية في نفس المبدع ، فأعاد الفن صياغة هذا الواقع الخارجي في أشكال وصور تتفق وطبيعة العملية التعبيرية والتصورية لأزمة الإنسان في ذاته .
ومن هنا أصبح الفن / الشعر ليس محاكاة دقيقة للطبيعة والعالم الخارجي الموضوعي وإنما هو محاكاة لعملية الخلق ذاتها . فصار العمل الفني وجوداً مطلقاً يعبر عن معان مطلقة تستكين في النفس البشرية، ولا يحاكي أي شيء خارج هذه النفس – بمفهوم المحاكاة التقليدي – وبالتالي أصبحت النفس – وعالم اللاشعور – هي الأساس ونقطة الارتكاز الأولى التي يقصد الفنان التعبير عن مكنوناتها وتجسيد عالمها الداخلي في صورة مادية . ومن هنا كانت ضرورة استخدام الرمز كوسيلة لنقل هذه العوالم الحدسية غير المباشرة ، إلى أشياء ملموسة مادية يمكن أن يتم تجسيدها في الواقع .

ومن هنا نستطيع القول بأن للرمز قدرة على الولوج داخل عالم اللاشعور والتعبير عن انفعالاته وتجاربه ، ونقل هذه التجارب إلى صورة مرئية مجسدة . فالرمز بطبيعته وسيلة إيحائية ، ولذا فأن الرسالة التي سيقوم الرمز – على المستوى المعرفي – بنقلها لن تكون في صورة مانعة حاسمة ، بمعنى أن ما قد ينقله الرمز إلى شخص ما معرفياً ، يختلف عما قد ينقله لشخص آخر . ومن هنا فإن سمة الغموض تبدو واضحة في علاقات الرمز وماهيته وآليته ، وفي ذلك نجد التوائم ما بين عالم اللاشعور – العالم غير المرئي في الذات الإنسانية – وبين الرمز كأداة للتعبير عن ذلك العالم .

"لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ"

للاشتراك بجروب مدارس الاحد
اضغط على
http://groups.yahoo.com/group/Madares-Ela7d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madares-ela7d.yoo7.com
 
الأساس الفكري والفلسفي للرمز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Madares-Ela7d  :: مسرح كنسي :: دروس اخراج مسرحي-
انتقل الى: