درس نافع فى رساله عن التواضع :
كتب قداسه البابا كيرلس السادس رساله لتلميذ محبوب من تلاميذه هو القمص مكارى الصومئيلى ( المتنيح صاحب النيافه الانبا صومئيل اسقف الخدمات العامه ) قال فيها :
يا ابنى الذى احبه بالحق دوام على شكر الاله و سلم له طريقك و هو يدبرك فى كل امورك . تمسك بالتواضع ابدا . و اطلب بلجاجه من الواهب النعم ان يكمل لك التواضع لانه حقا ان انت اقتنيت التواضع ملكت كل شىء .
قال السيد المسيح له المجد ( تعلموا منى فانى وديع و متواضع القلب فتجدوا راحه لنفوسكم ) . قال معلمنا داود النبى ( اتضعت فخلصنى ) و يقول ( انظر الى تواضعى و انقذنى ) و ايضا ( الرب يعلم المتواضعين طرقه ) و الرسول يقول ( يعطى نعمه للمتواضعين ) فاحرص جدا و جاهد ما امكنك ان تطلب لكى يهبك الرب هذه النعمه " نعمه التواضع " . و معلمنا العظيم فى العارفين مار اسحاق كتب فصلا عن التواضع من درسه يعرف لوقته كم هو عظيم جدا التواضع .
يقول ( ليس من يقول عن نفسه انه متواضع هو كذلك . وليس من يتذكر خطاياه ليتضع هو متواضع . و ليس لاجل قليل من دموع تفيض من عينيه يفكر انه متواضع . بل التواضع الحقيقى هو موهبه يعطيها الله لمن يطلبها بعد اجتهاد كبير , فاذا ما اقتناها الانسان حقا و جد وجد كل الخيرات . المتواضع لا يسقط ابدا .
المتواضع منظره مخيف للشيطان . لان الانسان الذى نال هذه النعمه قد تشبه بذلك الذى اتضع و اخذ شكل العبد . يتكلم الفلاسفه و الحكماء كثيرا و قلما يستمع لكلامهم . ويتكلم المتواضع و تجد اذان الكل صاغيه الى كلماته البسيطه . و محبوبه عندهم سذاجه الفاظه اكثر من الكل . المتواضع يدنو من الوحوش الضاريه فعندما تدنوا منه تهدأ و حشيتها لانها تشتم فيه هذه الرائحه التى كانت تألفها فى ادم عندما كان فى الفردوس وو ضع لها اسماء .
يقترب المتواضع من الحشرات و الدبيب القاتل و عندما يقترب منها تكون كلا شىء لانها لاتستطيع ان تؤذيه . يلذ لى جدا ان اكتب دائما عن هذه النعمه التى دائما و ابدا اطلب من ربى و مخلصى ان يعطينى و اياكم هذه النعمه العظيمه.
و هذه كانت الرساله التى كتبها البابا .
[/b][b]منقووووول من كتاب :
رجل صلاه و محبه و عطاء حتى النفس الاخير