Admin Admin
عدد المساهمات : 235 تاريخ التسجيل : 26/06/2008
| موضوع: الجمهور مش عايز كده ! الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 5:44 am | |
|
الجمهور مش عايز كده ! إننا مع وجود الكوميديا على أنْ تكون هذه الكوميديا هي كوميديا الذوق الراقي فنا وسلوكا؛ و لا نتفق مع الهزليات التجارية الرخيصة ليس لتخريبها الذوق والأخلاق وحسب ولكنها فوق ذلك لا تشكّل لنا أية قيمة فنية جمالية. إنَّ دخولَ الاسرة العروض الكوميدية يحمّلنا مسؤولية وضعِ ضوابط وقيمِِ مقبولة فيما يتعلق بحدودِ اللياقةِ الأدبية؛ ومنع ظاهرة الإسفاف والابتذال سواء على صعيد النص أم الأداء! ولكن ما الأسس التي يمكن في ضوئها تحديد هذه القيم والضوابط؟ إنّ الإجابة عن هذا السؤال يمكن أنْ تتحدد إذا ما حدّدنا أولا مفهوم الكوميديا الحقيقية, مستندين في ذلك إلى عوامل الاختلاف بينها وبين الهزل (FARCE) وهي الصنف الأقرب إلى تشخيص كثير من العروض المسرحية التي قُدِّمت على خشبة المسرح في السنوات الأخيرة.
الكوميديا تنصب على سلوكيات المجتمع ومواضع الضعف في الخلق الإنساني وما يتسم به من شذوذ؛ وهي بهذا المفهوم تمتلك هدفاََ إيجابياََ يتمثل بالترفيه بمعناه الواسع الذي يتجاوز حدود التسلية والضحك لمجرد الضحك. فالترفيه هنا إشباع للحاجات الإنسانية الانفعالية والذهنية على حد سواء, أي أنّه يتضمن ـ بوصف المسرحية الكوميدية وسيلة للامتاع ـ أهدافاََ تكسر حدود دغدغة المشاعر والأحاسيس مثلما تفعل العروض الهزلية التي تعتمد على الطرق الرخيصة والمبتذلة.. حيث تضحي بالأخلاق من أجل المقالب التي تحطم القواعد والأعراف الاجتماعية العامة, فتسخر مهزلة بعينها من سلطة الأب والعلاقات العائلية من أجل مقالب التقاذف بين الأبناء بالفطائر في إطار صنع مشهد الضحك على هؤلاء الاشخاص. وبصراحة شديدة لا يمكن إطلاق فكرة ( هذا ما يريده الجمهور) والدعاية والتطبيل لهذه الفكرة. إنها محاولة توْهِمُ بوجود نوع واحد من جمهور المسرح ومن الذوق السائد وطريقة التفكير, بل إننا نلاحظ إنفاق الأموال الطائلة في محاولة إشباع حاجة ( هذا الجمهور الوهمي المفترض) في الوقت الذي يؤكد الواقع وجود أنماط مختلفة من الجمهور المسرحي ولكل منها ذوقه الخاص وفهمه الخاص أيضا.
| |
|